jeudi 23 avril 2009

تعريف تيمزكيدا واسيف

* * *
المدرسة العتيقة تيمزكيدا واسيف
* * *
التعريف
------------------
تقع المدرسة العتيقة تيمزكيدا واسيف المزالية بمنطقة الخمسان، في الطرف الغربي من قبيلة أيت مزال، على الضفة الجنوبية لوادي أيت مزال، والمسمى قديما باسم أسيف أوساغوغ، وأقرب القرى المزالية إليها هي قرية تادارت وتقابلها في الضفة الشمالية لهذا الوادي، كما تقع بشرقها قرية أكركم وقرية إيسلكان، وفي غربها تقع قرية إيبرشواين، وفي جنوبها الجبل الذي يستقر عليه أكادير نايت مزال في أعلى قمته

وقد عرفت هذه المدرسة منذ القدم بدورها التاريخي في تربية أجيال من الفقهاء والعلماء والقضاة ورجال العدل وطلبة القرآن، ظهرت آثارهم فيما وراء جبال الأطلس الصغير، من جهاته الأربع، الى المدن العلمية الكبرى مثل تارودانت ومراكش وفاس

ولا يعرف تاريخ تأسيسها بالمرة، بسبب عدم توفر أي وثيقة تؤرخ لذلك، بل إن خزانة هذه المدرسة فارغة كليا، ولا توجد بها أية وثيقة تاريخية، وهذا هو الغريب في أمر هذه المدرسة العتيقة، التي يعرفها القاصي والداني، ولا يمكن حصر من مر فيها من العلماء والفقهاء والطلبة، ولحسن الحظ أن أستاذنا  العلامة المختار السوسي أنار تاريخها بإشارة في كتابه المعسول أن المدرسة وقع فيها تجديد بنائها في النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي، وذلك في عهد محاضرها العلامة سيدي احمد اوجمل الأكركمي المزالي، بأمر من أستاذه وشيخه العلامة سيدي سيدي احمد التيمكيدشتي، بعد أن أرسله ليشارط في المدرسة بعد تخرجه وإجازته له، وقد أرفق معه رسالة مفتوحة الى أهل قبيلة أيت مزال يحثهم على استقبال فقهيهم الجديد ومساعدته على تجديد بناء المدرسة وتحديث نشاطها في ذاك العهد، وفيما يلي نص الرسالة


إخواننا قبيلة أيت مزال عموما وخصوصا، أخص منهم أهل الهم والصلاح، أمنكم الله ورعاكم، وسلامه ورحمته وبركاته عليكم وبعد:
فإننا وجهنا اليكم أخاكم الفقيه العلامة سيدي أحمد أوجمل المزالي، ليعمر مدرستكم بالجهاد في دين الله، وتدريس العلم الشريف، وعليه فمن امتثل منكم لكلامنا هذا، فالله يعطيه خير الدارين، ومن لم يمتثل فالله حسيبه وولي الانتقام منه، وعلى محبتكم وأخوتكم والسلام من احمد بن محمد التيمكيدشتي.

وقد سألت ذات مرة أثناء زيارتنا لهذه المعلمة مع وفد جمعية أيت مزال، محاضرها عن خزانتها إن كانت تتوفر على كتب دينية أو علمية أو تاريخية قديمة كمراجع للعلماء السابقين، فأجابني أنه وجد خزانتها فارغة من الكتب والوثائق، إلا ما تتوفر عليه من المصاحف الحديثة، ويعتمد المحاضر على كتبه الخاصة لتدريس الطلبة، وكان هذا الحديث الذي تداولناه سببا في إغناء خزانة هذه المدرسة، حيث رفعت تقريرا الى مكتب جمعية أيت مزال طالبا من الجمعية تجهيز مكتبتها بالكتب الدينية والعلمية، دعما لنشاط هذه المدرسة، وإغناء لخزانتها بمختلف المراجع اللازمة لطلبة العلم، وقد تم ذلك بعون من الله، وتحقق المراد، وطلبتها الآن ينعمون في صفحات هذه الذخيرة الفكرية والعلمية، مما زادها نشاطا واندفاعا حتى بلغ عدد طلبتها ما بلغ من العدد الذي فاق المائة والعشرون طالبا


أما بالنسبة لتاريخ هذه المدرسة العتيقة، فيمكن تقسيمه الى ثلاث مراحل، حتى نتمكن مستقبلا من الالمام بجميع جوانب تاريخها القديم، وهذه المراحل هي

أولا - فترة ما قبل الحماية : وهي فترة المغرب الحر المستقل، وتتميز هذه الفترة بنوعية خاصة من العلماء والفقهاء، ولا توجد لدينا إلا بعض المعلومات القليلة عن هؤلاء العلماء، وهذا لا يعني أنهم اختفوا من الوجود، ولكن ظهور أسمائهم ينتظر الافراج عن وثائقهم المقبورة لدى بعض أهالي قبيلتنا، ونتمنى أن تكون هذه النافذة، حافزا لهم على إظهار هذه الثروة الفكرية والعلمية ليستفيد منها الجميع، وهناك إشارات لأعلام هذه الفترة ترد في بعض الوثائق هنا وهناك، سأتطرق إليها في حينها إن شاء الله

ثانيا - فترة الحماية الفرنسية : وهي الفترة التي ظهر فيها مجموعة من الأعلام في ميادين العدل والقضاء والافتاء، فاشتهر أمرهم حتى عينتهم السلطات في مراكز القضاء بالقطر السوسي

ثالثا - فترة ما بعد الاستقلال : وتتميز هذه الفترة بالتجديد الذي طال المدرسة العتيقة، من جميع جوانبها سواء العمرانية أو الادارية، وهي الفترة التي نعاصرها ونحن بصدد البحث فيها

وقد كانت تيمزكيدا واسيف تعرف قديما لدى الموثقين من أهل سوس بالاسم العربي وهو مدرسة الواد بأيت مزال، وهو تصرف خاص بهم لتقريب فهم معنى اسمها أو عنوانها الى اللسان العربي، وهذا هو المعمول به في جميع الأقطار السوسية، وهو تصرف غير محمود لدى الباحثين في العصر الحاضر، لأنه يضل الباحث أكثر مما يدله
وبالنسبة لمرافق المدرسة العتيقة فبالرغم من تجديد بنائها في بداية الستينات، لا زالت تحافظ على طابعها القديم وهذا من حسن تصرف المجددين وتفهمهم للمعمار التاريخي والمحافظة على أصالته، بعكس ما تعرضت له منافستها المزالية بمنطقة أفلا واسيف وهي تيمزكيد اوسرير، حيث تم تجديدها كليا ولم يبق من أثرها القديم إلا بعض المرافق الخارجية
ومن مرافق مدرسة تيمزكيدا واسيف مقصورة الصلاة وقاعة الدروس وغرف الطلبة وخزانة الكتب الجديدة وصالة للاستقبالات وأخربيش الخاص بالحطب ومخزن للتموين، ولها بابان أحدهما مفتوح على ضفة الوادي وهو أقدمها ويتميز بزركشته الخشبية الجميلة، والثاني على الطريق المارة بجوارها والقاصدة سد أهل سوس
هذه مقدمة للتعريف بالمدرسة العتيقة تيمزكيدا واسيف مع ارجاء باقي المعلومات حول هذه المعلمة الاسلامية المزالية الخالدة الى المواضيع القادمة بالتفصيل
-----------------------------------
تحرير : محمد المزالي
-----------------------------------
* * *

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire